صحوت من نومي .. وإذا أنا هنا لم أمت .. رأيتني هناك مقتولا .. ممزقا
لم اقتل أحداً
هم قتلوني وتواروا
خلف الأفق هناك بعيداً
انظر لجراحي
للجثة ملقاة .. فوق الأرصفة الموبوءةِ
تأكلني الديدانِ
ويلعب صبية هذا الحي بجمجمتي
تتناثر أشلائي
قدمي .. ويدايَ .. وقلبي
انظر قلبي .. ينبضُ
ينثر فوق الإسفلت دمائي
قدمي اليسرى .. عيني المبقورة َ
شَعري .. ما أجمل شَعري
هل كنت هنا ؟
أم أني أتخيلُ.. أني كنت هنا
أم أني ؟؟ .... يشبهني
هم قتلوني ..
تركوني .. ملقيا للدودِ
كيف يكون أنا
وأنا خرج هذا المشهدِ
كيف أراني مقتولاً..؟!
وأنا كنت هنا قبل قليلٍ ..
كنت ألملم أحلامي
وأضعها في درجِ المكتبِ
لا لست أنا ..
فأنا أعرف نفسي
اعرف اسمي ..أفصِّل أحرفه
أعرفها حرفا حرفاً
هاءٌ : هام بهم وهوى من فوق هباءاتِ هيامٍ .. ومضى
شينٌ : شدَّ شراع الشجن المتشابكِ فوق شبابيكِ العمرِ المتشظي ..
فشدا بالشعرِ وأشعل أشجانا ومضى
ألف : ارسمُ للأحلامِ مرايا وزوايا يثقلني الإنسانُ الواهن في جسدي يتلون بي
قال سأمنحك الفرصة كي تبكي
ورمى أشعاري ومضى
ميم : متعثرُ في مدنٍ تمطرُ ملحاً .. أرمي موجةَ حلمي في مدنِ الملح التناثرِ..
ملكُ الحزنِ أنا مرسوم فوق جبيني .. قد كان هنا .. ومضى
لا لست أنا ..
لكن يشبهني..
يعبر في الدرب صديقي
ينظر للجثةِ .. يبكي
ينظر بي
ـ من أنت ؟!
ـ أنا ؟
ـ كنت الآن هناك َ
ـ أنا ؟
كنت هناكْ
تتناثر أشلاءً ... ليس مهماً
ها أنت هنا
تحياتي