إذا كان ابنك عنيداً وصعب التعامل معه وإذا اشتكى منه المدرسون أو غيرهم من الأقارب والجيران والأطفال الآخرين فإن عليك أن تعرضي مشكلتك على الأخصائي النفسي في المدرسة أو الوحدة المدرسية وإذا كانت حالته تستدعي العرض على الطبيب النفسي لإجراء الفحوصات النفسية والجسمانية المختلفة فإن ذلك يمكن أيضا إجراؤه في العيادة النفسية المدرسية .
ولكن يجب أولا أن نعلم أن الإفراط في النشاط هو سلوك طبيعي عند غالبية الأطفال لفترة معينة من الزمن ولا نستطيع أن نحكم على طفل بأنه (مفرط النشاط) لمجرد أنه ألقى بالكرسي أو أندفع بسرعة بدون سبب ودفع طفلا آخر أثناء حركته أو لأنه لم يجلس أثناء تناول الطعام جلسة مستقرة .. فهذا السلوك قد يصدر من أي طفل نشيط أمضى يومه في نشاط بدني مستمر .
وأول ما ينبه الآباء إلى فرط نشاط طفلهم هو المدرسة حيث أن المدرس لا تنحصر مسئوليته في طفلك وحده بل بمجموعة من الأطفال ويكون لديه توقعات بالنسبة للحدود التي يتوجب على هؤلاء الأطفال التصرف ضمن نطاقها . ولا شك أن الطفل المفرط في الحركة غير قابل للتركيز والتعاون والانتباه مما يجعل وظيفة مدرسيه صعبة للغاية بل حتى مستحيلة الأداء .
وعادة يكون ذكاء هؤلاء الأطفال أقل من المتوسط ونلاحظ ضعف انتباههم وسرعة تهيجهم وتوترهم مع الحركة الدائمة ووضع كل ما يصل إلى أيديهم في فمهم مع الشعور بالعدوان أو الهجوم على أخواتهم بالضرب مع عدم تأثير العقاب والتهديد عليهم مما يجعل تعليمهم في المدارس عسيراً إلا إذا تناولوا العلاج بانتظام لمدد طويلة .
ويتكون العلاج الطبي من المطمئنات النفسية والعقاقير المضادة للصرع وأحيانا بعض المنبهات لتقوية القشرة المخية التي تتحكم في مراكز التهيج بالمخ.
وعادة ما تستقر الحالة مع تقدم السن وقبل مرحلة البلوغ .