الطفل كائن حساس يتأثر بكل ما يدور حوله ويتفاعل معه ويتأثر بدرجة كبيرة في حالة إصابة الأب أو الأم بالإحباط أو الاكتئاب أو بوجود مشاكل أسرية فمتي كانت الظروف المحيطة مشحونة بالاحباطات والمشاحنات نشأ على الإحساس بالكبت والانطواء وقلة الحركة مما يحرمه من ممارسة حقه في اللعب كأقرانه في مثل سنه مع تدهور في شخصيته وانحدار في مستواه الدراسي . والأم عادة أول من يلاحظ علامات المرض على ابنها ، فهو يبقى وحده فترات طويلة لا يتحرك كثيرا ، و نادرا ما يبتسم ولا يلعب أو يلهو مع أصدقائه وهذه الأعراض تظهر في مرحلة الحضانة أو المدرسة ، وتكتشفها المعلمة ومتي تحول الاكتئاب إلى حالة مستمرة فذلك يؤدي إلى شخصية سلبية منطوية منعزلة عن الآخرين ليس لديها دافع للحياة ، تعيش بنظرة قاتمة خالية من أي السعادة . وللتخلص من ذلك لابد من خلق جو اجتماعي مرح يعيش فيه الطفل بين أصدقائه ، فهذا يخفف حدة التوتر والوسط الاجتماعي الطبيعي يخلق الإنسان السوي ، على العكس تماما من جو العزلة الذي يجذب الطفل إلى عالم الوحدة والقلق وعدم التآلف .
وعلى الآباء ألا يقحموا الطفل في مشاكلهم ويجب أن تكون مناقشاتهم بعيدة عن سمعه و بصره . فالصوت العالي قد يصيبه ويدخله في دوامة التوقعات المخيفة إضافة إلى شعوره بالغربة بينهم فيبحث عن عالم آخر من الخيال لكي يهرب من إحباطاته . ولابد أن يتفهم الوالدين نفسية الصغير ويدركوا تحولاته، فالهدوء الزائد وعدم التفاعل والتصرف كمن هم في سنه وأي تغيير يطرأ على سلوكه يشير إلى احتمالات المرض كاضطرابات النوم أو فقدان الشهية للطعام أو البكاء. و الحل هو محاولة تفهم مشاكل الطفل ومنحه حقه في الحياة مع أب وأم يعرفان واجبهما تجاهه أو بالعرض على الطبيب النفسي متي تفاقم الأمر ، حتى يجد العلاج المناسب لمشاكل الأسرة التي تؤثر سلبيا على حياة الطفل ومستقبله .