السلام عليكم ورحمة الله
الرحمة بالخلق
قال الله تعالى : عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}([1])وقال تعالى عن المؤمنين { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }([2]).
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يرحم الله من لا يرحم الناس"أخرجه البخاري([3]).
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم أن ابني قد احتضر فاشهدنا، فأرسل يقريء السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال رضي الله عنهم، فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبي فأقعده في حجره ونفسه تقعقع، ففاضت عيناه صلى الله عليه وسلم، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب من شاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" متفق عليه ([4]).
(ومعنى تقعقع: تتحرك وتضطرب).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: لا تنزع الرحمة إلا من شقي"أخرجه الترمذي([5]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجراً؟فقال: في كل كبد رطبة أجر"متفق عليه ([6]).
الشرح:
دين المسلمين دين قائم على الرحمة، فربهم بهم رحيم ونبيهم بهم رحيم، ووصفهم الله بأنهم رحماء بينهم، وخلق الرحمة خلق حميد يحبه الله وأخبر على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه إنما يرحم من عباده الرحماء.
الفوائد:
- أن الرحمة من صفات المؤمنين.
- أن رحمة الناس من أسباب الدخول في رحمة الله.
- أن نزع الرحمة من القلب علامة على شقاوة الإنسان.
([1]) سورة التوبة،آية:128.
([2]) سورة الفتح،آية:29.
([3]) خ 13/358 (7376).
([4]) خ13/434 (7448)، م 923.
([5]) د 4942، ت 1923 وقال حديث حسن،وحسنه الألباني في صحيح الجامع 7467 وعزاه لأحمد.
([6]) خ 5/40 (2363، م 2244.